حدثنى عقلى ذات يوم
بينما كنت أجلس فى شرفتى
أتابع بفضول وإعجاب
ذلك العصفور الصغير الذى يتراقص فرحا
ويتنقل بين فرع وآخرعلى تلك الشجرة الكبيرة
التى تقبع ساكنة أمام منزلنا
منذ سنوات لا أدرى كم عددها
وتسائلت !
ما هو شعور هذا الكائن الرقيق الصغير الضعيف
فى تلك اللحظة ؟
هل يشعر بالسعادة ؟
وما هو سر تلك السعادة ؟
هل لإنه بلا قيود ؟
هل لإن له وطن بلا حدود ؟
فأغصان الشجر كلها تعتبر وطنا له
وتعجبت من نفسى ومن تلك الأسئلة البديهية
وقلت وقد أغمضت عينى كى أرسم بداخلها
صورة لى
وانا أرتدى أجنحة تشبه أجنحة هذا العصفور الصغير
ماذا سأفعل إن إمتلكت مصباح علاء الدين ليوم واحد
وإستطعت ان اتجرد من هذا الجسد
وتحولت الى عصفور آخر صغير
يشارك هذا العصفورعالمه الجميل
وبدأت أحلم وأتخيل
بأشياء وأحداث
ورأيتنى فى عالم آخر لا أستطيع وصفه
فكل مصطلحاتى التى أجيدها
لا تنطبق إلا على عالمنا البشرى فقط
ولكنى شعرت بشعور غريب
وكأننى ريشة خفيفة
تحملها نسمات الهواء
بلا حزن بلا آلم
بلا قلق
بإختصار بلا ملامح عالم البشر
ولا أعلم كم مضى من الوقت
وانا كذلك
مغمضة العينين وأحلم وأتخيل
الى ان جائنى صوت أمى من الداخل
ليعيدنى بقوة الى عالمى
عالم البشر
وفتحت عينى ونظرت حولى
فمازلت انا هنا فى شرفتى
وبحثت بعينى عن العصفور فلم أجده
فقد رحل الى غصن آخر
فى شجرة أخرى
وتركنى انا هنا
لا أفعل شىء سوى أن اتخيل
وأحلم فقط
حلم يقظة
31/01/2010
31/01/2010